You are currently browsing the tag archive for the ‘رغبات’ tag.

عجيبةُ علاقتنا نحن البشر مع العمل والإنجاز؛ إذ تجدنا تنتاوب بين فئاتٍ مختلفةٍ منها من يحافظ على التوازن بين جميع العوامل في حياته، وبين من تصبح الحياة بمقاييسه الفردية وأهدافه الشخصية هوساً يسيطر عليه، ونلحظ بين هذه الفئات ما يلي:

–          من يعمل بجدٍّ واجتهادٍ ولا يتوانى عن التساؤل والبحث والتشكيك في الوضع الراهن، باحثاً عن الوضع الأفضل في كل مرّةٍ يرضي فيها طموحه ويحقّق وضعاً أفضل من الوضع السابق، حاملاً بين جنباته: طموحاً يفوق طموح أمةٍ بأكملها ودوافعَ يستطيع إشعالها كلما انخمدت، وزمام أمورٍ يملكها ويتحكّم فيها بحكمةٍ ومهارةٍ يبرَعُ في شحذهما مع الخبرة والمحاولة والخطأ…

–          من يحبُّ الحياة ويصبح جلٌّ اهتمامه كل ما يمتّعه بالسعادة حسب مفهومه الشخصي للسعادة إلى أن تصبح سعادته محور حياته فإما أن يتبنّى مبدأ “الغاية تبرّر الوسيلة” أو أن ينجرف إلى بحرٍ من التعاسة إما لأنه لم يحصل على مبتغاه ولم يستطِع آنفاً تحديث أهدافه أو التكيُّف والتطوّر لتحقيق هذه الأهداف، أو لأنه ليس لديه أهدافٌ خاصّةٌ به فيقارن نفسه بمن حوله على الدّوام فتمسي سعادته في كل مرةٍ غايةً صعبة المنال بسبب وجود من هو أسعد منه…

–          من يؤمن بالصُّدفة وينتظر تحقّقها متمنيّاً أن يحالفه الحظّ في مساعيه وأن تتحقّق أمانيه وأهدافه بأقلّ جهودٍ ممكنةٍ…

–          من ينتظر معجزةً تحلُّ له مشاكله وتحقّق أهدافه متناسياً أنّ المعجزة تكمن في وجوده وخلقه بأكمله…

–          من يعتقد أنّ الزمن قادر على تسوية الأمور وحل المشاكل، فيدعه يمضي ظنّاً منه بأنّ كل غدٍ آتٍ أفضل من يومه الآني، حتى يصل إلى نقطة النهاية في الحياة ويكتشف أنه بدّد مورداً يعدُّ من أثمن الموارد في حياة البشر وهو الوقت، فهو بعدٌ يصعب تفسيره ولا يمكن السيطرة عليه، فلا نستطيع عكس الوقت ولا السفر خلال الزمن سواءً تقديماً أو تأخيراً…

–          فئةٌ أعجب من كل الفئات السابقة تنتظرعصاً سحريّةً تتحكّمُ من خلالها بالعالم لتكيّفه حسب رغباتها، فإما أن يمضي الوقت وهي تنتظر هذه العصا السحرية موقنةً بأنّها الحل الوحيد للمشاكل والطريقة الوحيدة لتحقيق الأهداف، أو أن تشرع في رحلة البحث عنها إلى أن تجدها وتحقّق ماترنو إليه بصرف النظر عن العواقب الوخيمة والأثمان التي قد تضطرّ فئاتٌ أخرى لدفعها إما لتتنحّى عن طريق هذه الفئة أو لتمتثل مع رغباتها؛ وهذه فئةٌ كسولةٌ ضحلة الفكر تبحث عن أقصر الطرق بغضّ النظر عن رداءتها على كل الأصعدة، فهي إن نمّت عن شئٍ إنما تنمٌّ عن تدنّي مستوى أداء هذه الفئة وافتقارها إلى التفكير العلمي والسلوك المنطقي والفطريّ القويم.

History

Blogging since 2006

Enter your email address to follow this blog and receive notifications of new posts by email.

Archives

May 2024
S M T W T F S
 1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031  

Categories

MemoRia

By Ayyash

The Observer

A Mirror but of a unique kind. I also have a story to tell; indeed, I will forever have a story to tell...

zaidmanasra

Just another WordPress.com site

SemaSays

From a Critical Point of View

hamede.com

If everything seems to be going well you have obviously overlooked something