You are currently browsing the tag archive for the ‘قعر’ tag.

يا من مرّ به طيف من حزن أو استحوذت عليه نوبة كآبة حتى أمسى أسير منافسة شعواء يسابق فيها السقوط الحر وتسارع الجاذبية ليصل قبل أي كائنٍ أو أي شيء إلى القاع؛ تمهّل وتأنّى في رحلة السقوط هذه وحاول إعمال فكرك لأنك قد ترتئي أن عليك أن تتوقّف قليلاً وتفكّر مليّاً، فطالما أنك لم تسمع صوت الارتطام بالقعر تأكد أنه لا تزال هناك مسافة للوصول إلى القعر، إن وجد أصلاً.د

تذكّر أيضاً أنك إن كنت تظن أنك ستحظى بالراحة والاستقرار إن وصلت إلى القاع لأنه البقعة التي لن يعود بإمكان أي كائنٍ أو أي شيء أن يفرض عليك أي أمر فيها أو أن يجبرك على الخروج من الكآبة عند استقرارك فيها، أو لأنك لن تكون مضطراً إلى تغيير الوضع الراهن الذي سيستقر على وتيرة واحدة في هذه البقعة كما لو أصبح دالة خطية في متغير الزمن أو لأن الهزّات ستختفي من حياتك إن استقررت في الأسفل فاعلم أن عليك أن تقوم بإعادة حساباتك.ك

ظاهريّاً، قد يبدو الهروب حلاً جذرياً لمشاكل جمّة، لكن تذكّر أن توقظ نفسك من وهم القعركلما مسّك طائفٌ في محطّةٍ من محطّات حياتك وتراءى لك الهروب كحل؛ فهذه الدنيا أشبه بنفق* منحدر يمكن تصوّره كما لو كان بئراً لا قاع له ويمكنك الاستدلال على ذلك بملاحظة أن من يهوي في هذا النفق، يجد نفسه يهوي إلى مستوى أدنى من المستوى السابق الذي تراءى له سابقاً وهو في حالته النفسية السيئة كالقاع الذي لا يليه قاع، ليكتشف لاحقاً أن ما حسبه قاعاً لم يعدُ كونه أكثر من المستوى الأدنى الذي نزل إليه بسبب توقّفه عن التمسّك بجدران النفق والصعود للأعلى بحثاً عن الضياء. على العكس من ذلك فإنه كلما تمسّك بالجدران وشحذ قوّته في التسلّق والاقتراب من النور، ارتفع عما حسبه قعراً واقترب أكثر من الضوء؛ فما كان أحلك من الدجى قبل الصعود أصبح به بصيص نور لما يرَهُ وهو في الأسفل وما كان لا يعدو أكثر من بصيص ضعيف كان يخاله مجرد سراب أمسى سيفاً من الضياء يشقّ العتم أشلاءً.ء

لإن صعدنا بهدف الوصول إلى النور سنؤمن حتماً أن القيعان والقعور ما كانت أكثر من أدنى نقطة انزلقنا إليها أثناء هبوطنا على منحنى حالتنا النفسية حين أعيانا التعب وأنهكتنا تفاصيل ومشاغل الحياة الدنيا.ا

قال تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) سورة النور، وقال تعالى في سورة النجم: وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَىٰ (47).)

إذا كان الله عز وجل، وهو نور السماوات والأرض، قد وعد يقيناً بإعادة إنشاء المخلوقات النشأة الأخيرة بعد موتها فكيف لهموم الدنيا ألا تتضاءل أمام وقفة تأملية لإبداع هذا الكون والوجود بكافة تفاصيلهما سواء المحسوسة والملموسة أوغير المحسوسة وغير الملموسة منها…ا

تنطوي خبراتنا بين القيعان والصعود للقمم والماهية التي نفكر فيها ونتفاعل بها خلال العملية كاملة وما  نمر به بعد القاع الأول وقبله على أبعاد لا يعلم كينونتها ولا حدودها ولا نهايتها سوى الله عز وجل الذي قال في محكم كتابه: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85) سورة الإسراء”؛ وتتجلّى قمة الإعجاز والإبداع في أننا مهما حاولنا محاكاة هذه الأبعاد أو التنبؤ بها وتوقعها، سيستحيل تطابق الخبرة الحقيقية التي نمر بها خلال رحلتنا الواقعية في هذه الأبعاد مع الخبرة المحاكاة أو التي يتم التنبؤ بها بكافة حذافيرها مهما تطورت وتحسّنت نماذج المحاكاة والتنبؤ في العالم الافتراضي.ض

**لماذا نفق؟ لأن النفق يتوسط الطريق بين بوابتين كلاهما تفتح على عالم مختلف 🙂)

History

Blogging since 2006

Enter your email address to follow this blog and receive notifications of new posts by email.

Archives

April 2024
S M T W T F S
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930  

Categories

MemoRia

By Ayyash

The Observer

A Mirror but of a unique kind. I also have a story to tell; indeed, I will forever have a story to tell...

zaidmanasra

Just another WordPress.com site

SemaSays

From a Critical Point of View

hamede.com

If everything seems to be going well you have obviously overlooked something